الخميس، 5 يونيو 2008

في النكبة ومصطلحاتها

مما لا شك فيه أن لكل المصطلحات والمسميات وقع على سامعيها , وصورة ترسمها في العقل , ومشتقات معان تتعلق بها .
هذا الوقع قد يختلف من شخص لاخر بحسب ما يعنيه له المصطلح او المسمى مع وجود التعريف الموضوعي الذي يتفق عليه المعظم .
مثلا لو قلت اسدا فللاسد تعريفه الموضوعي ككائن حي مفترس من عائلة القطط ...... هذا التعريف العلمي الموضوعي لا يعني ان الاسد يرسم في عقل كل منا نفس الصورة او يترك نفس الاثر .
وهكذا النكبة ........لها في كل نفس اثر يختلف فالنكبة نكبات مختلفة ! نكبة لابن التسعين . اخرى للشاب الصغير ونكبة للاجئ تختلف عن نكبة غير اللاجئ ....
فعند البعض النكبة هي التهجير وحلم العودة وعند اخرين النكبة قرية وادعة امنة, واخرين يرون بالنكبة ماض وحاضرا ! ماض يستحيل تغييره صنع واقعا علينا قبوله ! ومع كل عام يمر على النكبة تتغير المعاني ويتغير وقعها على كل سامع وواع .
وفي واقع كهذا واقع تتغير فيه المفاهيم والمعاني بسرعة حتى انها احيانا تخرج من اصلها ومن مقاصدها الحقيقية لا بد من فهم جماعي للمصطلحات كبداية لتوحيد اثرها على السامعين سواء يسمعونها اليوم او سيسمعوها بعد مئة عام من الان , فكل الخلافات بين الفلسطينيين اصلها عدم وحدة المعاني وبالتالي عدم القدرة على التعامل بروح جماعية واحدة معها
وحتى لا يكون كلامي مجردا من فهم الواقع اقول : ان توحيد تعريف المصطلحات ووقعها علينا يكون باعتماد مصادر تاريخية موحدة لدراسة النكبة بحيث نقرا جميعا ذات المصطلحات ونتاثربها ذات الاثر
وكذلك لا بد من اختيار المصطلحات بدقة بل لا بد من اضافة بعضها او حذف البعض مما اعتقد انها مصطلحات تردد بلا دراية ودون سياقها الواقعي والصحيح
مثال ذلك ( وقد يعترض البعض على وجهة نظري ) استعمال المصطلح نكبة !!
ان مصطلح نكبة يعطي عادة فكرة وصورة عما حل بنا سنة 48 فقط مع انني اعتقد ان النكبة هي مرحلة تاريخية طويلة بدات بتغييب العقل الاسلامي والعربي عن الساحة الدولية مع بدا سقوط الامبراطورية العثمانية وتقسيم ميراثها وما زالت مستمرة حتى اليوم , فالنكبة حدث ما زلنا نعيشه وان تعاملنا معهاعلى انها مرحلة من الماضي انتهت بسقوط فلسطين فكاننا نقول ان المصيبة قد زالت وما هي كذلك
ان قبول هذا التعريف للنكبة يفرض علينا ان نتعامل معها سياسيا وفكريا بشكل اوضح ودون مناورات سياسية ذات دوافع فئوية او فكرية منقوصة ومغلوطة احيانا.
وعلى هذا الاساس يكون تعاملنا وتعامل احفادنا مع النكبة على انها شيء يعيشونه وليش شيئا عاشه اجدادهم فقط ويكون قبولهم لاي تسوية سياسية على اساس انهم اصحاب القضية وليسو ابناء اصحاب القضية , وتكون القضية امرا لا ينتهي بموت الكبار ونسيان الصغار لانهم اي الصغار يعيشونها بل قضية مستمرة وكارثة عامة يحملها الشيوخ والشباب ويدركون جميعا ان سوء حالهم وحربهم اليومية على تاريخهم وحقوقهم هي النكبة واي تسوية سياسية لن تحل قضية اللاجئين تعني استمرار النكبة واي تسوية لن تعيد الرموز الوطنية المهدمة تعني بقاء النكبة واي مفاوضات تنطلق من قرار التقسيم وحرب 48 دون ان تتعامل مع الواقع تعني بقاء النكبة وان حل الدولتين فقط يعني تفاقم النكبة وليس انتهاءها وان اي اغفال لاي فلسطيني واينما وجد هو اغفال عن النكبة واي اغفال لاسباب النكبة كل الاسباب يعني تفاقمها !! واي اغفال لدور القيادات الفلسطينية في صنع النكبة يعني استمرار النكبة حتى وان قامت دولة واحدة على كل الارض الفلسطينية ( وللكلام بقية)